حاولت أهرب ولم أحسم موقفي من الطب.. وعصام عمر فاجأني لهذه الأسباب.. مؤلف بالطو يتحدث عن تجربته الأولى

مؤلف بالطو، هل سألت نفسك يوما ماذا تريد أن تكون في المستقبل القريب؟، هل يمكنك التخلي عن مسار عملك وحياتك بعد أن تحققت في مجال عمل آخر، هل يمكن تحقيق النجاح بصحبة شركاء يقدمون على خطوتهم الأولى مثلك في مشروعك الجديد.. تلك الأسئلة وغيرها لعلها تخطر ببالنا جميعا لكن القليل منا من يجد لذاته إجابة واضحة ومحددة،
الدكتور أحمد عاطف فياض واحد من هؤلاء الذين فكروا خارج الصندوق، فصحيح أنه لم يرغم على دخول كلية الطب مثله بطل حدوتة “الدكتور عاطف” لكنه أجبر على قضاء مدة تكليفه في إحدى القرى البعيدة عن أهله ومنزله، ليحول يومياته لكتاب ساخر يحمل عنوان “بالطو وفانلة وتاب” ويشاء القدر لتتحول أحداث وكواليس حياته الكوميدية والإنسانية في تلك القرية لمسلسل “بالطو” ويكتسح نسب المشاهدة الأعلى في منصة watch it على مستوى مصر والوطن العربي.
في حواره مع “بوابة الأهرام” يتحدث عاطف عن طفولته وحبه للكتابة منذ الصغر ويسرد مشاهد وأحداث واقعية كوميدية تتشابه مع بطل حكايته ويكشف مدى تخوفه من تقديم عصام عمر دور البطولة لأول سيناريو من تأليفه في البداية، كما يوضح عما إذا كان يمكنه التخلي عن مهنته كطبيب عظام أم لا وغيرها في السطور التالية…
في البداية سألت مؤلف بالطو عن كيفية الجمع بين عمله كطبيب وممارسة هوايته في الكتابة، وأجابني بحسه الساخر:”الحقيقة الناس واخدة فكرة نمطية أن الطبيب لا يفعل شيئا في حياته سوى ممارسة الطب لكن هذا غير صحيح وبالفعل هناك نماذج بهذه الصورة لكن آخرين كثر يمارسون حياتهم بشكل طبيعي كما أفعل بضبط الوقت بين هوايتي الشخصية وعملي كطبيب”.
وهج البدايات
يؤكد فياض أن شغف الكتابة بدأ معه منذ الطفولة وحتى المرحلة الثانوية، مقاطعة: هل كان يتم تأهيلك لتصبح طبيبا في هذا التوقيت؟
يواصل مضيفا أنه لم يكن هناك إجبار على تأهيله دخول كلية الطب منذ صغره لكن الجميع كان يعلم بنبوغه وتفوقه العلمي لذا كان يلقبونه بالدكتور.
ويستكمل حديثه: انقطعت علاقتي بالكتابة خلال دراستي بالجامعة وبعد استلامي تكليفي وعندما وضعت فجاءة في منصب مدير الوحدة رجعتلي طاقة الكتابة تاني وساعدتني يومياتي هناك لسردها بحس ساخر وهو شىء موجود في شخصيتي.
مقاطعة: ذكرت أنك كنت تكتب في طفولتك هل كان الحس الساخر موجودا بالفعل بكتابتك؟
الحقيقة لا، فكتابتي هذه الفترة كانت متأثرة بأعمال الانيمشن وشخصيات الكارتون وهما بيحربوا بعض لكن عندما نضجت اتجهت للكتابة الساخرة لأنها جزء من تركبيتي المعروف بها وسط المحيطين بي.
فكرة تحولت لحلم واقعي
عندما صدر كتاب “بالطو وفانلة وتاب” في ٢٠١٦ حقق نجاحات كبيرا بعدها بعام بدأ مؤلفه يتلقى عروض لتحويله لمشروع درامي، هكذا يؤكد مؤلف العمل منوهًا أنه في هذه المرحلة لم يكن يآخذ الموضوع بشكل جدي، ومنذ ٤ سنوات بدأ يتعرف على عالم السيناريو ويشاهد برامج عنه عبر يوتيوب لمجرد التعلم فقط ولم يكن بخاطره أن يحول كتاب “بالطو وفانلة وتاب” لمسلسل.
ويضيف: عندما طرحت علي منصةwatch it تقديم العمل اخذت المغامرة وقولت لنفسي “انا ادرى بالمهمة” والحمدلله بعد أول حلقة كتبتها عجبتهم جدًا.
مقاطعة: لكن فكرة دراسة السيناريو مع الطب أمر شديد الصعوبة؟
“الحقيقة كنت بعمله وأنا مستمتع”، حيث إنني كنت أريد تعلم كيفية تحويل العمل الأدبي إلى نص درامي والتكنيك الخاص بكتابة السيناريو، والحقيقة أن الاحتكاك مع المرضى بالمستشفيات الحكومية أثقل الكتابة لدي لأنني قابلت نماذج كثيرة نسجت منها تفاصيل شخصياتي بالمسلسل.
قبل “بالطو”
يحمل العمل الأول دائما مغامرة لصانعه، هنا سألت الدكتور أحمد عاطف عما كان يفكر به قبل كتابة “بالطو”، وأجاب مؤكدا أن أهم ما كان يشغله أن يتعلق الجمهور بشخصية عاطف وألا يكون مجرد عمل كوميدي مر عليهم.
ويواصل: كل فريق العمل ساعدني في فكرة توحد الجمهور مع شخصية “عاطف ” في مقدمتهم بطله عصام عمر الذي أثبت جدارته تمثيليًا، الأمر ذاته بالنسبة للمخرج عمر المهندس الذي ذهب بالمشروع لمنطقة مختلفة ساهمت أيضا في نجاحه.
كوميديا الواقع والخيال
يعتبر مسلسل بالطو سيرة ذاتية لكتابه، أي أن أغلب أحداثه الكوميدية مقتبسه من مواقف مر بها خلال رحلة عمله كطبيب، هنا سألت فياض عن مدى التقارب بينه وبين عاطف، والنماذج الواقعية التي التقاها في عمله وكانت جزء من نسج شخصياته.
وأجاب بحسه الكوميدي: “طبعا فكرة أن أدبر ابقى مدير وحدة هذا أمر حقيقي وحدث بالفعل مع اختلاف أن المدير الوحدة هرب ودبسني، والحقيقة حاولت أهرب لكن فشلت، وفي مواقف كثيرة قمت بها في بداية عملي مثل فكرة الأجازات عندما دخل عليا موظف كبير فالسن لطلب أجازة وطبعًا كنت مستغرب جدًا “هو ازاي راجل كبير يطلب مني أنا إجازة”.
ويواصل ضاحكا، في مواقف كثيرة حصلت فعلا معايا في بداية عملي مثل السيدة العجوز الحامل وغيرها وطبعًا مسألة “ختم النسر” كانت كارثة عندي صحيح محصلش معايا مثل عاطف لكن كان موضوع مرعب لأن أي ورقة بالختم ممكن “توديني ورا الشمس”.
وطبعًا في حاجا نسجتها دراميًا لم يكن لها وجود بالواقع في تجربتي مثل شخصية “الشيخ مرزوق” التي لعبها الفنان محمود البزاوي وذلك من أجل خلق صراعات درامية.
نجاح غير متوقع
يؤكد فياض أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “بالطو” لم يكن يتوقعه بعد عرض الحلقة الأولى وأنه كان ينتظر حدوث ذلك بمرور منتصف الأحداث منوهًا أن هذا النجاح الكبير جعله يفكر في الخطوة القادمة والتي لا يمكن أن تكون إلا على نفس جودة ومستوى “بالطو ” حتى وإن كان هناك تفكير لجزء ثان.
تحويل الرواية وتعقيد الشخصيات
يشير فياض أن مسألة تحويل الرواية إلى سيناريو مخاطرة كبيرة خصوصًا إذا نجحت والناس رسمتها في خيالها بتفاصيل معينة ورغم أن “بالطو” لم تكن رواية بل كتاب من فصول يحكي مواقف لم يكن لها “بداية ووسط ونهاية” فهذا ساعد على خلق صراعات درامية وشخصيات من لحم ودم تبتعد عن المقارنة المباشرة مع العمل الأدبي.
ويواصل عاطف حديثه عن أكثر الشخصيات صعوبة وتعقيد في “بالطو” ويضيف: بالتأكيد “عاطف” فهي شخصية معقدة جدًأ لأنه يواجه أمور كثيرة خصوصًأ وأنه شخص سلبي، فهو شخصية مركبة تطرح تساؤلات طوال الأحداث، وكان مهم عندي الناس تحبها وتحب الكوميديا ابلمرتبطة بها.
هل نجح عصام عمر في تجسيد شخصية مؤلف “بالطو”؟
يعد مسلسل “بالطو” سيرة ذاتية لمؤلفه الدكتور أحمد عاطف فياض، وبإعتباره صاحب مشروع الكتاب وسيناريو المسلسل فبالتأكيد أنه لن يقبل بأي ممثل لا يثير شغفه خصوصًا وأنه مشروعه الدرامي الأول، هنا أشار فياض في حواره أنه رغم قلقه في البداية من اختيار عصام عمر إلا أنه ما لبث بعد جلسات قليلة من العمل إلا وتحمس لتقديمه دور البطولة.
ويضيف: قعدنا نشتغل كتير أنا وعصام وهو كان ذكي يحاول إلتقاط تفاصيلي وأي “لزمة” ليا والحقيقة تفاجئت بأنه يفهم في الطب كويس جدًا، طبعًا سألني عن حاجات لكنه نزل ولف في مستشفيات كثيرة، وفي اللوكشن وجدته يعرف جيدًا كيف يمسك بجهاز الضغط “باختصار مش مستني يأخد الحاجة سهلة” حتى أن ناس كثر أفتكروه دكتور في الحقيقة.
والحقيقة أن مؤلف بالتاكيد طموحه يقدم مشروعه نجم كبير خصوصًا إذا كانت تجربته الولى لكن الحقيقة عندما شاهدت عصام في أعمال سابقة تأكدن من هوبته ومن أول مشهد مثله أصبحت مطمأن ومتحمس هذا بخلاف أن شخصية “عاطف” بكونه طبيب شاب يبدأ حياته لم تكن تصلح لتقديمها من أي نجم كوميدي كبير لأنهم أكبر في المرحلة العمرية.
حياة شخصية
سألت مؤلف بالطو عن تفاصيل حياته الشخصية، كيف يمارس هوايته باعتباره طبيب عظام، وهل يمكن أن يترك الطب يومًا ما، وماذا بعد نجاح بالطو؟
يؤكد عاطف في حديثه أنه يقوم حاليًا بالتحضير للماجسيتر، وأن أغلب أيام عمله لا يوجد بها مواعيد ثابتة، منوهًأ أن يحاول الموازنة بين عمله كطبيب وحبه وشغفه للعمل الأدبي وكتابة السيناريو.
ويواصل: حتى الآن لا أفكر في ترك عملي كطبيب طالما أني أوازن بين عملي وهوايتي، وأتمنى أن خطوتي القادمة في الدراما لا تكون في نفس اتجاه بالطو حتى لا أصنف في إطار معين.



