إقتصادتقاريرعاجلعرب وعالم

الثقافة السعودية.. أرض صلبة غنية بالإبداع والمبدعين

رؤية 2030 : الثقافة السعودية نمط حياة ووسيلة للنمو الاقتصادي وتعزيز مكانة المملكة دوليا

بيئة سعودية متنوعة تدون فصلا جديدا من الإبداع الثقافي محليا وإقليميا وعالميا

مبادرات ثقافية متنوعة تشمل كافة شرائح المجتمع السعودي

تقارير الحالة الثقافية تكشف عن حراكا ثقافيا شاملا في كافة قطاعات الثقافة السعودية

قناة ثقافية للاحتفاء بالثقافة السعودية وتعزيز مكانة المملكة الثقافية في الإقليم

” الثقافة السعودية” تستهدف الإسهام بما يساوي 3 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2030م.

تقرير تكتبه منة. صالح

 

تعد الثقافة جزءاً أساسياً من التحول الوطني الطموح الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية برعاية قيادتها الرشيدة – أيدها الله_، حيث تنص رؤية المملكة 2030 على أن الثقافة “من مقوّمات جودة الحياة” التي ينبغي العمل على رعايتها وزيادة أنشطتها، خاصة وأن الثقافة السعودية تقف على أرض صلبة غنية بالصناعة الإبداعية في كافة حقولها الثقافية، وبالطاقات البشرية المبدعة التي تجاوز إبداعها حدود المملكة ليصل إلى العالم.

 

في تنوعات بيئاتها الخلابة من الصحاري الذهبية، وموانئ اللؤلؤ، والحقول الخضراء، تتدفق سيول الفنون والآداب والأفكار والعلوم، لتمتزج معا في نسيج موحد، تتولى وزارة الثقافة، منذ نشأتها قبل 5 أعوام، مهمة توجيه خيوطه الإبداعية، مستنيرة بجذوره الراسخة في التاريخ، وبعناصر الثقافة السعودية المتنوعة، لتدون فصلاً جديداً من الإبداع الثقافي في سعيها نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتنوع الثقافي.

 

الثقافة نمط حياة

 

ولأن وزارة الثقافة السعودية لديها إيمان راسخ بكون الثقافة ليس فقط نمط حياة، ولكنها أيضا وسيلة للنمو الاقتصادي وتعزيز مكانة المملكة الدولية، فقد وضعت نصب أعينها في بناء رؤيتها وتوجهاتها؛ الحرص على حفظ التراث التاريخي للمملكة، وبناء مستقبل ثقافي غنيّ، تماشياً مع محاور رؤية المملكة 2030.

 

حزمة من المبادرات المحلية والإقليمية والعالمية شرعت الوزارة في تدشينها تباعا، بغية تحقيق أهداف رؤيتها، وإظهار الوجه الحقيقي للثقافة السعودية، أبرزها: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، لتعزيز دور اللغة العربية إقليميًا وعالميًا، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، لدعم قطاع الأفلام وإثراء المحتوى المحلي السينمائي، فضلا عن بينالي الدرعية، وأكاديميات الفنون، والمهرجانات الثقافية المختلفة، بغية صقل القدرات الثقافية، وتكريس الثقافة في مفاصل الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، والإسهام بما يساوي 3 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030م.

تزيين الأعوام

 

أفكار خلاقة استحدثتها وزارة الثقافة السعودية، لربط المجتمع السعودي بمورثاته الحضارية، تجلت إحداها في تزيين الأعوام بمسميات ثقافية دالة، فوشحت عام 2021م باسم “عام الخط العربي”، باعتباره موروثًا نشأ وترعرع في الجزيرة العربية، وفي عام 2022 فاح عبير البُن، وتجسدت العلاقة الوطيدة بين القهوة والإرث الثقافي السعودي، فأطلقت عليه “عام القهوة السعودية”، أما العام الجاري 2023م، فتزين بمسمى “عام الشعر العربي” بوصفه ركيزة حضارية في الثقافة العربية، ومن أجله أعدت الوزارة مبادرات وأنشطة مثل مبادرة “منح أبحاث الشعر العربي” لمساعدة الباحثين في سبر مجالات الشعر المختلفة.

 

وبمرور الوقت بدت على الحياة الثقافية في المملكة تغيرات إيجابية كبيرة، وارتفع مستوى النشاط الثقافي، واغتنم مزاولو الفنون والثقافة الفرصة المواتية لارتقاء المنصات، بعدما سُهلت لهم إجراءات إصدار الرخص والتصاريح عبر منصة “أبدع”.

مبادرات ثقافية للجميع

 

اتسعت رقعة المبادرات الثقافية لتشمل مختلف شرائح المجتمع السعودي دون استثناء، حيث وُجهت لطلاب مدارس التعليم العام “مسابقة المهارات الثقافية”، وهي الأولى من نوعها، وتيسرت إمكانية دراسة مجموعة من التخصصات الثقافية في برنامج “الابتعاث الثقافي”، فيما عُبّد الطريق لمن لديه الرغبة من الفنانين لتطوير مشاريعهم البحثية الإبداعية في برنامج “الإقامة الفنية”، وتضاعفت الخيارات والتجارب الثقافية لأفراد المجتمع وزوار المملكة، إلى أن أصبحت المملكة مركزاً ثقافياً جذاباً تنبض مناطقه ومدنه وطرقاته بالثقافة والفنون.

 

تقارير الحالة الثقافية

 

تقارير “الحالة الثقافية في المملكة” في الفترة من 2019-2021م جسدت وبشكل دقيق تطورات الحراك الثقافي في السنوات الأخيرة، كونها منتجات معرفية ترصد الحراك الثقافي السعودي داخل وخارج المملكة، مستندة على أبحاث ودراسات معتمدة، فكشفت عن إطلاق عشرات البرامج الأكاديمية (853 برنامجاً) المعنية بالثقافة والفنون، وتزايد أعداد الراغبين بالابتعاث لدراسة التخصصات الثقافية والفنية بنسبة 132%، مع ارتفاع أعداد المتقدمين على تخصصات السياحة والفندقة، والفنون، والإنتاج المرئي، وفنون الطهي.

 

كما بينت هذه التقارير عن تزايد حجم الأنشطة الثقافية المتضمنة في الرحلات السياحية ليصل إلى أكثر من 5 ملايين رحلة سياحية، بالإضافة إلى 70 فعالية ثقافية أقامتها المنظمات غير الربحية، وما يزيد عن 275 معرضاً حضورياً نظمتها المؤسسات والصالات الفنية التجارية، ونموًا في زيارة الأماكن التاريخية والتراثية بنسبة 30%، فيما وصل مجمل الأفلام المحلية المشاركة في مهرجاني البحر الأبحر وأفلام السعودية إلى 185 فيلماً، و336 عملًا مترجما بواسطة مبادرة “ترجم”.

 

في مجال الاكتشافات الأثرية، أدرجت تقارير الحالة الثقافية 6 اكتشافات أثرية مهمة، و23 مشروع مسح أثري، و4 عناصر جديدة من التراث السعودي سُجلت في قوائم عالمية، و17 مسابقة ثقافية، وتأسيس صندوق التنمية الثقافي، وتنوع وازدياد برامج الدعم في مختلف المجالات الثقافية، بالإضافة إلى التحاق ما يفوق 28 ألف متطوع في المجالات ذات الصلة بالثقافة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى