إجهاض مخطط “الفقاعات الجغرافية” في غزة.. الدول العربية توجه ضربه كبرى لنتنياهو

كتب |الثائر العربى
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الرد الأول للعرب على مخططات الاحتلال الإسرائيلي بشأن مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد حرب غزة، والتي تتضمنت إنشاء ما يُسمى بـ”الفقاعات الجغرافية” (الملاجئ المؤقتة) للمدنيين الفلسطينيين، وإنشاء قوة عربية بالتعاون مع الولايات المتحدة لتأمين المدينة.
العرب يرفضون مخططات نتنياهو لإدارة غزة ما بعد الحرب
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير، إلى أنه أنه وفقًا لدبلوماسي عربي رفيع المستوى، فإن الدول العربية ترفض مثل هذه المخططات الإسرائيلية بالكامل.
وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قد نشرت أمس الأحد، 5 مقترحات إسرائيلية لبحث مستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب لعل أبرزها إنشاء فقاعات للمدنيين الفلسطينيين خالية من حماس في العطاطرة وبين احنون وبيت لاهيا شمالي غزة، أو الاحتلال الكامل لقطاع غزة عسكريًا مع ترك القيادة المدنية والأمنية للعرب والولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن بعض هذه المخططات لم تجد أي صدى في الولايات المتحدة أو الدول العربية، فضلًا عن المعارضة العنيفة من قبل حركة حماس والخلافات الداخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيلية بشأن تفاصيل المخططات، حيث وصف البعض هذه المقترحات بأنها خيالية.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع، إن خطة الفقاعات ينظر إليها على أنها وسيلة لممارسة الضغط على حركة حماس في حال تعثر مفاوضات الهدنة وتحرير المحتجزين مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المقترحات الإسرائيلية، تأتي بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لغزة ما بعد الحرب، لكن شخصين آخرين اطلعا على الخطة، قالا إنها مجرد نسخة أخرى من المحاولات الإسرائيلية السابقة، والتي أحبطتها حماس بحكم الأمر الواقع.
txtمستقبل المقترح الأمريكى حول غزة بين «أهداف حماس» و«تخبط إسرائيل»
بينما قال مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على المخططات:”جربنا هذا بالفعل في ثلاثة أجزاء مختلفة من وسط وشمال غزة، بما في ذلك مع العشائر المحلية ولم تنجح أيًا منها”.
وقالت حماس في بيان لها الأسبوع الماضي، إنها لن تسمح لأي تدخل خارجي في التخطيط لمستقبل قطاع غزة، متعهدة بقطع يد الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول العبث بمصير الشعب الفلسطيني.
وقال مصدر إسرائيلي آخر، إن مخطط الفقاعات فاشل، لأن كافة المحاولات الإسرائيلية لفصل المدنيين في غزة عن مقاتلي حماس باءت بالفشل.
وتابع “الحكومة الإسرائيلية تدرك جيدًا أنه لا يمكن فصل سكان غزة عن حماس، ولكنها تدرك أنها ستترك الكرة في نهاية الأمر في ملعب الدول العربية والمجتمع الدولي، مع رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة”.
وأضافت الصحيفة، أن نتنياهو يرفض بشكل قاطع نقل إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية حتى لا تكون بداية إقامة دولة فلسطينية، ومع ذلك، يواصل نتنياهو وكبار مساعديه الإصرار على أن الحكومات العربية ستلعب دورًا رئيسيًا في أي ترتيبات ما بعد الحرب، سواء من خلال توفير الدعم الدبلوماسي أو التمويل أو حتى قوات حفظ السلام، وهو ما رفضته الدول العربية شكلًا وتفصيلًا.
وأشارت إلى أن المسؤولون العرب المعنيون بالقضية الفلسطينية رفضوا لعب أي دور من هذا القبيل دون وجود السلطة الفلسطينية والتقدم المادي نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقًا لخمسة أشخاص مطلعين على المناقشات.
وقال أحد الدبلوماسيين العرب “لن تدعم الدول العربية إعادة الإعمار في غزة أو خطط ما بعد الحرب ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية”.
وأضافت الصحيفة، أن “مخطط الفقاعات الإنسانية لم يكن سوى جزء تكتيكي واحد من خطة أوسع بكثير من ثلاثة مستويات لمرحلة ما بعد الحرب، والتي دعمتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ووزير الدفاع يوآف جالانت”، وفقًا للمسؤول الكبير السابق.
وبموجب الخطة الكاملة، فإن تحالفًا دوليًا واسعًا يضم دولًا عربية معتدلة سيوفر “الغلاف” الدبلوماسي والمالي الشامل لغزة ما بعد الحرب، وسيتولى مسؤولو السلطة الفلسطينية وغيرهم من القادة المحليين داخل غزة إدارة النظام الجديد، وهو مستوى متوسط من الحكم يعتقد العديد من الدبلوماسيين الأجانب أنه يجب أن يكون حكومة تكنوقراط.
وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات بشأن غزة بعد الحرب إن هناك خططًا أيضًا لتدريب قوة فلسطينية محلية من داخل غزة لتتولى الأمن في “الفقاعات الإنسانية”، وستتألف مثل هذه القوة من أفراد أمن سابقين في السلطة الفلسطينية يسافرون إما إلى الأردن أو الضفة الغربية للتدريب تحت رعاية الفريق الأمريكي مايكل فينزل، المنسق الأمني في القدس بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.



