هيئة كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دونتصريح ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه فيحكم عدم المستطيع

كتبت منة صالح
أكدت هيئة كبار العلماء، أن الالتزام باستخراجتصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلكيتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، والشريعة جاءتبتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها،وأوضحت بأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذتصريح ويأثم فاعله.
جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة كبار العلماء اليوم،فيما يلي نصه كاملاً:
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على عبداللهورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعينلهم بإحسان إلى يوم الدين… أما بعد:
فلقد عظم الله عز وجل شعائر حج بيت الله الحرامومشاعره، قال الله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكانالبيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفينوالقائمين والركع السجود)، وقال سبحانه: (جعل اللهالكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحراموالهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما فيالسموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم)
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلىالله عليه وسلم– قال: من حج هذا البيت فلم يرفث ولميفسق رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه
ومن تعظيم الله عز وجل للمسجد الحرام أن كانت إرادةالمعصية فيه سبباً للعقاب قال الله تعالى (ومن يرد فيهبإلحاد بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم) وقد أجمع أهل العلمعلى وجوب تعظيم حرمات الحرم والتحذير من إرادةالمعصية فيه وفعلها.
ولقد شرف الله عز وجل هذه البلاد الطيبة المباركة،المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، بخدمة الحرمينالشريفين، فقامت بمسؤوليتها هذه بحمدالله خير قيام،وتجلى ذلك في مشروعات التوسعة المتتالية وتنفيذالبنى التحتية، وشق الطرقات والأنفاق، وغير ذلك ممايتصل بالخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين،في خطط مدروسة متكاملة، تستوعب حركة قاصديالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة حجاجاً وعماراًوزواراً.
كما تجلى ذلك في الأنظمة والتعليمات التي تهدف إلىترتيب استقبال الحجاج والعمار والزوار، وتنظيمحركتهم وتنقلاتهم كي يؤدوا مناسكهم بكل يسروسكينة وسلامة وأمان، منذ وصولهم إلى الحرمينالشريفين حتى مغادرتهم، وهذا لم يكن متيسراً معالأعداد المتزايدة المتكاثرة لولا فضل الله تعالى وتوفيقه،ثم هذا الجهد الكبير الذي تضطلع به حكومة المملكةالعربية السعودية، التي لا تدخر جهداً ولا مالاً ولاتنظيماً، لتحقيق غايات عليا لخدمة الإسلام والمسلمين،والحرمين الشريفين وقاصديهما.
وإن مما نظمته حكومة المملكة –أيدها الله– لهذه الغايةالمقصودة شرعاً، وهي تيسير شعيرة الحج أن ألزمتباستخراج تصريح الحج لمن أراد حج بيت الله الحراموحددت لذلك إجراءات معينة لمن أراد الحصول علىهذا التصريح.
وقد اطلعت هيئة كبار العلماء على ما عرضه مندوبو“وزارة الداخلية، ووزارة الحج والعمرة، والهيئة العامةللعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، منتحديات مخاطر عند عدم الالتزام باستخراج التصريحإزاء ذلك توضح الهيئة الأمور الآتية:
أولا: إن الإلزام باستخراج تصريح الحج مستند إلى ماتقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد فيالقيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم قال اللهتعالى: (يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر) وقالالله تعالى: (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسانضعيفا) وقال أهل العلم: “أي يريد الله أن يخفف عنكمفي شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم“، وقالتعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) قال ابنعباس رضي الله عنه: يعني من ضيق. والإلزامباستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم عددالحجاج بما يمكن هذه الجموع الكبيرة من أداء هذهالشعيرة بسكينة وسلامة وهذا مقصد شرعي صحيحتقرره أدله الشريعة وقواعدها.
ثانيا : الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزامقاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبةشرعاً، والشريعة جاءت بتحسين المصالح وتكثيرها ودرءالمفاسد وتقليلها، ذلك أن الجهات الحكومية المعنيةبتنظيم الحج ترسم خطة موسم الحج بجوانبهاالمتعددة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة،والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرح لها وكلما كانعدد الحجاج متوافقاً مع المصرح لهم كان ذلك محققاًلجودة الخدمات التي تقدم للحجاج وهذا مقصود شرعاًقال الله تعالى🙁وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناواتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيموإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركعالسجود) فالتزام مريدي الحج بالتصريح يحققمصالح جمة من جودة الخدمات المقدمة للحجاج فيأمنهم وسلامهم وسكنهم وإعاشتهم ويدفع مفاسدعظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهموتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلىالتهلكة.
ثالثا: إن الالتزام باستخراج التصريح للحج هو منطاعة ولي الأمر في المعروف قال الله تعالى: (يا أيهاالذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمرمنكم)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: عليك السمع والطاعة فيعسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك. أخرجهمسلم. وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: “من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصانيفقد عصا الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومنعصى الأمير فقد عصاني” متفق عليه، والنصوص فيذلك كثيرة، كلها تؤكد على وجوب طاعة ولي الأمر فيالمعروف وحرمة مخالفة أمره والالتزام باستخراجالتصريح من الطاعة في المعروف، يثاب من التزم بهويأثم من خالفه ويستحق العقوبة المقررة من ولي الأمر.
رابعا: اطلعت الهيئة على الأضرار الكبيرة والمخاطرالمتعددة حال عدم الالتزام باستخراج التصريح ما يؤثرعلى سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدماتالمقدمة للحجاج وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بينالمشاعر، وعلى غير ذلك مما يتصل بمنظومة الخدماتالمقدمة للحجاج وذلك يوضح: أن الحج بلا تصريح لايقتصر الضرر المترتب عليه على الحاج نفسه وإنمايتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموابالنظام ومن المقرر شرعاً أن الضرر المتعدي أعظم إثماًمن الضرر القاصر وفي الحديث المتفق عليه عنه صلىالله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانهويده) وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لا ضرر ولاضرار) رواه أحمد وابن ماجة.
وبناء على ما سبق إيضاحه فإنه لا يجوز الذهاب إلىالحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفةأمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقا للمصلحةالعامة، ولا سيما دفعوا الأضرار بعموم الحجاج وإنكان الحج حج فريضة ولم يتمكن المكلف من استخراجتصريح الحج فإنه في حكم عدم المستطيع قال اللهتعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) وقال سبحانه؛ (وللهعلى الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
ونوصي جميع المسلمين بتقوى الله تعالى والوصيةكذلك لمريدي حج بيت الله الحرام أن يتقوا الله عند أداءهذه الشعيرة العظيمة بأن يصونوا حجهم عما حرم اللهعليهم من الرفث والفسوق وأن يستقيموا على طاعة اللهويتعاونوا على البر والتقوى حتى يكون حجهم مبروراًوسعيهم مشكوراً والحج المبرور هو الذي سلم منالرفث والفسوق والجدال بغير الحق كما قال الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحجة فلا رفثولا فسوق ولا جدال في الحج) ولا شك أن التزام الحاجبالأنظمة والتعليمات التي صدرت للتمكين من أداء هذهالشعيرة بأمن ويسر وسكينة داخل في تقوى الله فيأداء نسك الحج وفي تعظيم حرم الله وحرماته ومشاعرهقال الله تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير لهعند ربه) وقال سبحانه: (ذلك ومن يعظم شعائر اللهفإنها من تقوى القلوب) ونسأل الله تعالى أن ييسرللحجاج حجهم وأن يحفظهم في حلهم وترحالهم وأنيجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بنعبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأميرمحمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومتهماخير الجزاء لما يقدمون من جهود وخدمات جليلة فيسبيل أداء المسلمين لمناسكهم بيسر وطمأنينة والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين.
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ(رئيساً).
معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. عضواً
الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ. عضواً
معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي. عضواً
معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع. عضواً
معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. عضواً
معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى. عضواً
معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق. عضواً
معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. عضواً
معالي الشيخ عبد الرحمن بن عبدالعزيز الكلية. عضواً
معالي الشيخ سعود بن عبدالله المعجب. عضواً
معالي الشيخ الدكتور محمد بن حسن آل الشيخ. عضواً
معالي الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد. عضواً
معالي الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختارالشنقيطي. عضواً
معالي الشيخ الدكتور جبريل بن محمد بن حسنالبصيلي. عضواً
معالي الشيخ الدكتور عبدالسلام بن عبدالله بن محمدالسليمان. عضواً
معالي الشيخ الدكتور غالب بن محمد حامضي. عضواً
معالي الشيخ الدكتور سامي بن محمد الصقير. عضواً
معالي الشيخ الدكتور بندر بن عبد العزيز بليلة. عضواً



